التحديات الاقتصادية وكيفية الاستثمار في المشاريع الصغرى والمتوسطة
نظمت مؤسسة علي الشايب للعلم والثقافة والاعلام يوم 27 أفريل 2013 بالتعاون مع نادي المهندسين بجمال والمكتب المحلي للتشغيل والعمل المستقل مساء السبت بدار الثقافة بجمال ندوة فكرية بعنوان «التحديات الاقتصادية وكيفية الاستثمار في المشاريع الصغرى والمتوسطة» اشرف عليها كل من الخبير الدولي والمحلل الاقتصادي الدكتور حكيم بن حمودة والدكتور عبد الحميد الزيدي صاحب اكبر موسوعة في العالم للتمويل البنكي.
وضع اقتصادي صعب وخمسة تحديات للخروج من الازمة
هل ان الازمة الاقتصادية في تونس وليدة الثورة؟ وما هي الانعكاسات الاقتصادية للثورة؟ وما هي مميزات الوضع الاقتصادي الحالي؟ وهل ان الوضع السياسي له تاثير على الاستثمار؟ من خلال الاجابة على هذه الاسئلة الاربعة انطلق الدكتور والخبير الدولي والمحلل الاقتصادي حكيم بن حمودة في تقديم مداخلته حول الوضع الاقتصادي العام في تونس حيث اكد انه صعب ومازال متأزما. وللخروج من هذه الازمة الخانقة وحتى يستعيد الاقتصاد التونسي عافيته اقترح الدكتور بن حمودة خمسة تحديات يرى انها ضرورية لا سيما التعجيل بتحديد موعد للانتخابات والانتهاء من الدستور الجديد وتحسين الوضع الامني والاستقرار السياسي والتشجيع على الاستثمار الخاص والتعاطي بجدية مع وضعية البنوك وتعديل الميزانية العمومية دون الخوض في الاصلاح الجبائي ودفع الاستثمار العمومي من خلال تنفيذ المشاريع التنموية التي من شأنها تدعيم نسبة التشغيل وتحسين البنية التحتية وتحقيق مطالب الثورة لا سيما التنمية الشاملة والعادلة بين الجهات.
500 تقنية تمويل بنكي
ومن جهته بيّن الدكتور عبد الحميد الزيدي ان القوة الاقتصادية للبلاد أو للجهة تكون من الداخل ثم البحث عن القوى الخارجية التي تكون دائما مكملة للنقص الحاصل من جراء الازمات السياسية والمالية مؤكدا ان الاقتصاد يعطي دائما القوة للحياة السياسية لا العكس مستشهدا بالنموذج الصيني التي تعد قوة اقتصادية كبرى والتي تسعى ان تكون قوة سياسية مسيطرة في العالم. وفي هذا السياق قال الزيدي أنه يجب ان تكون القوة الاقتصادية من ابناء الجهة مثل مدينة جمّال التي تزخر بطاقات كبيرة وخبرات في جميع الميادين وكذلك بنسبة هامة من العاطلين عن العمل لا سيما أكثر من 950 عاطل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا. وقد شدد الزيدي على ضرورة ان ينتصب العاطلون عن العمل للحساب الخاص وإحداث مشاريع خاصة بهم والاستفادة من القروض والامتيازات التي تضعها الدولة لفائدتهم. ودعا الزيدي الى تكوين لجنة قيادة بمدينة جمال من العاطلين عن العمل او من مكونات المجتمع المدني من ذوي الخبرة لتاطير الباعثين الشبان، ضاربا موعدا أول يوم سبت من كل شهر للالتقاء بشباب مدينة جمال مسقط راسه حتى يساعدهم على كيفية الانتصاب للحساب الخاص وبعث مشاريع صغرى في المجال الفلاحي والرسكلة والحرف والصناعات التقليدية.
وقد ذكّر الدكتور الزيدي بأكبر موسوعة تمويل بنكي في العالم التي أعلن عنها خلال شهر فيفري الماضي بمدينة جمال واعتبرها ثمرة 33 سنة من البحث المتواصل. وقال ان الموسوعة المقترحة تعتبر اساس النظرية العالمية للتوازن النموذجي التي تقترح حلولا عملية لمشاكل العصر الاقتصادية مهما اختلف المكان والزمان وان النظرية المعلنة تاخذ بعين الاعتبار خاصيات كل منطقة وكل جهة وكل بلد وتشمل كل الانشطة الاقتصادية من فلاحة وصناعة وتجارة وخدمات بجميع أنواعها. وأكد الزيدي ان الموسوعة تقترح قرابة 500 تقنية للتمويل البنكي على غرار تقنية تمويل جديدة تشجع على الاستثمار في الحساب الخاص وتعتمد اساسا على مبدإ الضمان البنكي الذي يمكن ان تعتمدها الدولة لمدة خمس أو سبع سنوات للمساعدة على خلق مؤسسات صغرى ومشاريع استثمار لدفع الاقتصاد وخلق مزيد من فرص الشغل . وسبق ان عرف الدكتور تقنية الضمان البنكي بانها لا تستوجب توفير تمويل ذاتي من قبل المنتصب للحساب الخاص ولا توفير قرض من البنك وانما تتولى البنوك تامين وضمان المشروع لدى المزودين مقابل حصولها على نسبة فائدة تصل الى 6 % معتمدة في ذلك على ضمانات عينية وشخصية والرهن الحيازي والرهن العقاري من قبل صاحب المشروع ان استوجب الامر ذلك.
|