الحبيب بورقيبة وموقفه من الحجاب

كان بورقيبة منفردا يسبح ضد التيار قس جل القضايا المصmohamed bennasrيرية. مازالت شخصية بورقيبة شبه مجهولة المعالم بسبب تعقداتها باعتبارها شخصية فريدة من نوعها تكاد تونس لم تنجب مثلها طيلة اكثر من ثلاثون قرنا. نجد ملامح تلك الشخصية في مواقف تكاد تكون شاذة تجاه قضايا مصيرية كان لها الأثر العميق على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي. سوف نستعرض تباعا بعض هذه القضايا وموقف بورقيبة منها.


  • لقد نظمت جمعية أدبية (L’essor) التي كان يرأسها Alexandre Vichy حوارا حول الحجاب وذلك سنة 1928 حضرها الحبيب بورقيبة صدفة بما أنه لم يكن منخرطا في تلك الجمعية بل الذي كان منخرطا فيها هو شقيقه محمد، وصادف أن هذا الأخير تعذر عليه الحضور في ذلك الحوار فطلب من شقيقه الحبيب الحضور نيابة عنه. حضر الحبيب هذا اللقاء وكان الحضور متنوع جمع بين المثقفين التونسيين والأجانب والدستوريين واتفق الجميع على أن الحجاب قد تجاوزه الزمن ولم يعد يتماشى مع العصر لذا وجب التخلص منه. الأمر الذي جعل السيدة حبيبة المنشاري تخلع حجابها في حركة مشهود لها بالشجاعة نالت اعجاب كل الحاضرين. فما كان من الحبيب بورقيبة الذي بقي صامتا طيلة النقاش إلا ان يأخذ الكلمة معترضا على ذلك القرار الذي نال إعجاب الحاضرين بالإجماع ملاحظا « …أن لحديث عن الحجاب ليس في محله وان الحجاب قد يخلو من اللطافة لكنه يعد جزءا من الشخصية التونسية  وان الدولة المسيطرة علينا تسعى إلى محق هذه الشخصية وتروم فرنستها وليس من اسباب القوة اليوم ببلدنا والسلطة خارجة عنا … ولذلك وجب أن نتمسك بجميع مظاهر شخصيتنا ولو كانت غير قويمة قصد الحفاظ على كياننا وصون ذاتيتنا مادامت البلاد مهددة بالاندماج والتفسخ والمحق فليس
    علينا ان نترك الحجاب وهو جزء من شخصيتنا… »         

الاستاذ محمد بنصر

 

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.